الحناء التركية، عادات وتقاليد متميزة

الحناء التركية، عادات وتقاليد متميزة

تعد ليلة الحناء ومراسم الزفاف من التقاليد العريقة في تركيا. يقال في الروايات والقصص التركية القديمة، أن العُرس كان يتم خلال أربعين يوم وليلة.

ولكن في منطقة الأناضول العُرس يتم في ثلاثة أيام، وفي أيامنا الحالية أصبح يومين فقط او يوم واحد فقط، وفي الغالب هم يومي نهاية العطلة الأسبوعية في تركيا (السبت والأحد)، ودلك حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي لكل عائلة. 

نقش خفيف

1- زيارة العريس لبيت العروس من الطقوس الاساسية في الزواج التركي :

لا بد أن يقوم العريس بزيارة لبيت العروس ليطلبها من أبيها، ويتم ذلك عندما يذهب العريس مع كبار العائلة، في ايام الطالع الجيد وهما يوم الأحد أو يوم الخميس، لاعتقادهم بأنها أيام تجلب الطالع الحسن. ويقوم كبير عائلة العريس المقبل على الزواج، كالأب أو الجد، بطلب يد الفتاة -عروسة المستقبل- للشاب على سنة الله ورسوله قائلًا نريد بنتكم فلانة لابننا فلان على شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. 

بعد الاتفاق وموافقة اهل العروس تأتي الخطبة الكبرى، وفيها يذهب أهل وأقرباء العريس لبيت العروس، ليقام حفل بالمناسبة، واليوم يختارون صالة أفراح ويقيمون بها حفلاً متوسط مكون من اهل العريس واصدقائه وكدا اهل العروس وصديقاتها.

نقش حناء

2- التقاليد القديمة في العرس التركي :

ففي الماضي لم يكن يذهب العريس يوم الخطبة، وتقوم أمه أو جدته، بإلباس الخاتم للعروس في اليد اليمنى، ويتم الاتفاق بهذا اليوم على العرس وتفاصيله. وأحيانا يكون للعروس رأي في ما تطلبه لمهرها، بعضن يطلبن أداء الحج مقابل موافقتهن. 

وبعضهن أيضا تطالبن العريس بأن يحفظ سورا من القرآن حتى توافقن عليه، حيث أن الطابع الديني الملتزم لدى بعض الأتراك ينعكس في مثل هذه الأمور. لا تختلف تقاليد وطقوس الأعراس بتركيا، عنها بالمنطقة العربية، وبلاد الشام على وجه التحديد فهي متشابهة وكلها مستندة الى الشريعة الاسلامية رغم ما طاولها اليوم من تغييرات. 

أما خواتم الخطوبة عند الأتراك، وتحديدا مدن الأقاليم التركية، ما زالت لها طابعها المميز والمستمر حتى الآن، فعلى سبيل المثال، يختار العروسين فى معظم الأحيان خواتم زفاف نفس التصميم، ولكن تختلف فى نوع المعدن، إما ذهب أو فضة وغالبا ما يكون الدهب للعروس والفضة للعريس، والأهم أن الخاتمين لا بد أن يربطا سويا بعد الشراء بشريط ثوب الساتان الأحمر. 

والغرض من ربط الخاتمين سويا هو كنوع من الرباط الأبدي او الطالع الحسن، ويسمح فقط لوالد العروسة أو والدتها بفك هذا الرابط، كنوع من الموافقة والسماح لهذا الرجل بالخطبة من ابنته، وفك قيدها من الجو الأسري التي اعتادت عليه، وتحضيرها للانتقال لبيت الزوجية، وتليها مرحلة الشبكة، وتلف أيضا بأشرطة ثوب الساتان الاحمر اللون.
نقش هندي

3- العادات المتوارثة عند الشعب التركي :

 أن المجتمع التركي ككل، مازال محافظاً على عاداته المتوارثة عن الاباء والاجداد، إذ قليلا ما نسمع عن ظواهرمختلفة  كخطف  العروس أو الزواج المدني، وتتفاوت هذه العادات بين كل اقليم على حدة وأخرى بحسب الوضع المالي لأهل العروسين. 

فمثلا نرى في أحياء إسطنبول الشعبية أعراساً أقرب للشعبية، يتخللها ضرب الطبل وعزف المزمار، ونشاهد بأحياء البورجوازية او الراقية أعراساً بالفنادق المصنفة، أو أحياناً اعراس خارج تركيا.

4- ليلة الحناء وحفل الزفاف :

اما عن فستان الزفاف فيعود تاريخ الفستان الأبيض إلى اسكتلندا، عندما تزوجت ماري ملكة اسكتلندا زوجها الأول فارنسس دوفن ملك فرنسا عام 1559 حيث جهزت بفستان عرس بلون الأبيض. اللون المفضل لديها. 

وعلى رغم أن هذا اللون كان يلبس في المآتم عند الفرنسيين آنذاك، ولكن تاريخيا تعتبر الأميرة الإنكليزية فيليبا العروس الأولى في التاريخ التي جهزت بفستان عرس أبيض بالإضافة إلى قلنسوة بيضاء من الحرير في زفاف ملكي من الملك الإسكندنافي إريك عام 1406. 

وظل ارتداء اللون الأبيض خيارًا بعيدا عند الكثيرمن العرائس اللواتي يخترن اللون الأسود الدارج في فساتين الأعراس في ذلك الوقت، كما كانت العروس تختار أحلى فستان لديها بغض النظر عن اللون. 

وإذا كانت العروس تنحدر من الطبقة الراقية تميل لاختيار فستان عرس مرصع بالأحجار الكريمة وطبقات من الحرير، وكانت اول اميرة ارتدت  ثوبًا فضيًا لامعًا عندما تزوجت من الأمير ليوبولد هي الاميرة شارلوت سنة 1816.
نقش حناء ليلة الحناء

ليلة العرس التركية
وفي وقتنا الحالي فان اللون الأبيض هو السائد في أغلب الثقافات لفستان الزفاف في تركيا. إلا أن الأمر يختلف في آسيا وتركيا قديما حيث كان اللون الأحمر هو السائد في بدلات الزفاف وهناك دول لا تزال تحافظ على هذا الإرث الثقافي مثل كبعض الدول والمجتمعات في اسيا كالصين والهند وفيتنام. 

ولأنه حسب اعتقادهم اللون الأحمر جالب للفال الحسن والحظ.  لكن حاليا ممكن أن تختار العروس ألوانا أخرى غير الأحمرفي تلك الدول. أما التركيات فقد حافظن على الفستان الأحمر لزفافهن وسمي بفستان لليلة الحناء. والتي تتميز باجتماع اهل العروس واهل العريس والاصدقاء المقربين والجيران في بيت العروس لوضع الحناء في يدي الزوجة المستقبلية. 

حيث تاتي الحناية - امراة متمرسة وفنانة في نقش الحناء- وتضع نقش مميز وجميل من ورود وازهار او بعض الرسوم الهندسية المتميزة في الشكل تحت تصفيقات واهازيج واغاني فلكلورية وعصرية متنوعة.

خلاصة :

في ختام هدا المقال يتبين لنا ان الثقافة التركية تولي أهمية كبيرة للاحتفالات العائلية والاحتفالية من اعراس وعقيقات و....، وتناقض هذه التقاليد بشدة مع أجواء المجتمعات اخرى نذكر منها المجتمع الالماني على سبيل المثال، نظرا لأن احتفالات الأعراس التركية تضم عددا ضخما من المدعوين من الأهل والأصدقاء سواء للعريس او العروس.

ويقدرعددهم أحيانا بالمئات ويحدث هذا في المناسبات السعيدة، في حفلات الزفاف والولادات، وكدا في المناسبات الحزينة، مثل الجنازات حيث يتم مشاركة الفرح والألم مع أكبر عدد ممكن من الناس. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يحضرون هذه الاحتفالات، زاد الوضع الاجتماعي لصاحب المناسبة، مما يعني انه كلما كان لدى الشخص شبكة كبيرة من المعارف، فهو مندمج في هيكل اجتماعي كبير، وبالتالي يحظى بالكثير من التقدير والاحترام.


تحضير الحناء

خلاصة







تعليقات

إرسال تعليق